" الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ " (السجدة :7).
الآية الكريمة جاءت في نهاية الربع الأول من سورة السجدة , وهي سورة مكية , وعدد آياتها (30) بعد البسملة , وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلى سجود المؤمنين لله الخالق البارئ المصور , وتسبيحهم بحمده , وخضوعهم لجلاله بالطاعة والعبادة كلما ذكروا بآياته .
ويدور المحور الرئيسي للسورة حول ركائز العقيدة الإسلامية من الإيمان بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , وتوحيد هذا الخالق العظيم , وتنزيهه (جل شأنه) عن الشريك , والشبيه , والمنازع , والصاحبة والولد , وعن كل وصف لا يليق بجلاله , والتصديق برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم) , وبمعجزته الكبرى وهي القرآن العظيم , الذي أوحاه الله
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ
" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ " (القمر :1).
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة القمر ، وهي سورة مكية ، يدور محورها حول قضية الإيمان بوحي السماء الذي أنزله ربنا (تبارك وتعالى) على فترة من الرسل ، وأتمه وأكمله ، وحفظه في الوحي الخاتم المنزل على الرسول الخاتم (صلى الله عليه وسلم) ; ولذلك تحمل السورة على المكذبين ببعثته الشريفة ، وبالآيات التي أيده الله (تعالى) بها ، وفي مقدمتها القرآن الكريم ، وذلك انطلاقا من غرورهم ، وكبرهم ، وغطرستهم ،
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا
" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا " (الرعد:2).
يستهل ربنا (تبارك وتعالى) سورة الرعد بقوله (عز من قائل) : " الـمر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ وَالَّذِي أُنـزِلَ إليكَ مِن رَّبِّكَ الحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ .اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (النحل115).
هذه الآية الكريمة جاءت في أوائل العشر الأخير من سورة النحل , وهي سورة مكية , وعدد آياتها (128) بعد البسملة , وقد سميت بهذا الاسم النحل لأن الله (تعالى) قد نحل الشغالات من إناثها القدرة علي جمع رحائق الأزهار , وما بها من غبار الطلع (حبوب اللقاح) من العديد من النباتات المزهرة , وهضمه ,