اتخذ المعترضون من وقائع جمع القرآن وليجة يتسللون من خلالها للنيل من القرآن، وإيقاع التشكيك فى كونه وحيًا من عند الله عز وجل.
والواقع أن الذى ألجأهم إلى التسلل من هذه " الوليجة " وهى وقائع جمع القرآن أمران رئيسيان:
الأول: محاولتهم نزع الثقة عن القرآن وخلخلة الإيمان به حتى لا يظل هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل، أو زيادة أو نقص.
الثانى: تبرير ما لدى أهل الكتاب (اليهود والنصارى) من نقد وجه إلى الكتاب المقدس بكلا عهديه: القديم (التوراة) والجديد (الأناجيل) ليقطعوا الطريق على ناقدى الكتاب المقدس من المسلمين، ومن غير المسلمين.
ومواطن الشبهة عندهم فى وقائع جمع القرآن والمراحل التى مرَّ بها، هى:
أن القرآن لم يُدوَّن ولم يكتب فى مصحف أو مصاحف كما هو الشأن الآن، إلا بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم أما فى حياته، فلم يكن
تعدد مصاحف القرآن
يقولون: لم تعددت المصاحف؛ أليس فى ذلك دليل على الإختلاف المؤذن بالتحريف؟
الرد على الشبهة: وهى وثيقة الصلة بالشبهة السابقة ونقول لهم:
التعدد الذى عندنا:
بدأ جمع القرآن فى " المصحف " فى عهد أبى بكر رضى الله عنه وكان هذا جمعًا لما كتب فى حضرة رسول الله كما تقدم.
ثم كان نسخ ما جُمع فى عهد أبى بكر فى مصاحف أربعةأو سبعة فى عهد عثمان رضى الله عنه، فالجمع الأول كان بمعنى ضم الوثائق الخطية فى حياة النبى وترتيب سورها سورة بعد أخرى، دون إعادة كتابتها من جديد.
وكان الجمع الثانى هو إعادة كتابة الوثائق
تعدد قراءات القرآن
مقدمة: تعدد القراءات ألا يدل على الإختلاف فيه، وهو نوع من التحريف؟
القراءات: جمع قراءة، وقراءات القرآن مصطلح خاص لا يراد به المعنى اللغوى المطلق، الذى يفهم من اطلاع أى قارئ على أى مكتوب، بل لها فى علوم القرآن معنى خاص من إضافة كلمة قراءة أو قراءات للقرآن الكريم، فإضافة " قراءة " أو "قراءات " إلى القرآن تخصص معنى القراءة أو القراءات من ذلك المعنى اللغوى العام، فالمعنى اللغوى العام يطلق ويراد منه قراءة أى مكتوب، سواء كان صحيفة أو كتابًا، أو حتى القرآن نفسه إذا قرأه قارئ من المصحف أو تلاه بلسانه من
الكلام الأعجمى
جاء فى سورة الشعراء: (نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربى مبين) (1) . وجاء فى سورة الزمر: (قرآنا عربياً غير ذى عوج) (2) . وجاء فى سورة الدخان: (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون) (3) . وجاء فى سورة النحل: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين) (4) .
ونحن نسأل: " كيف يكون القرآن عربيًّا مبينًا، وبه كلمات أعجمية كثيرة، من فارسية، وآشورية، وسريانية، وعبرية، ويونانية، ومصرية، وحبشية، وغيرها؟ ".
هذا نص الشبهة الواردة