" أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ . فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ " (المرسلات:20-23).
هــذه الآيات القرآنية الأربع جاءت في نهاية النصف الأول من سورة المرسلات وهي سورة مكية , وآياتها خمسون بعد البسملة , وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بالقسم بالمرسلات وهي الرياح اللطيفة . وكطبيعة السور المكية يدور المحور الرئيسي لسورة المرسلات حول قضية العقيدة الإسلامية ومن ركائزها الأساسية الإيمان بالبعث بعد الموت وبما يواكبه من حساب وجزاء وخلود في الآخرة إما في الجنة ونعيمها للمؤمنين المتقين أو في النار وجحيمها للمكذبين المجرمين .وقد شددت سورة المرسلات النكير على منكري البعث , وهددتهم بالويل والثبور , وعظائم الأمور , مقابل كبرهم وعنادهم , والساعة آتية لا محالة , والبعث واقع لا فرار منه , ولا فكاك
أَفَرَأَيْتُمُ المَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ
" أَفَرَأَيْتُمُ المَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ المُزْنِ أَمْ نَحْنُ المُنزِلُونَ . لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ " (الواقعة:68-70).
هذه الآيات الكريمة جاءت قبل بداية الربع الأخير من سورة الواقعة مباشرة , وهي سورة مكية , وعدد آياتها ست وتسعون , ويدور محورها الرئيسي حول قضية البعث والرد على منكريه , وسميت باسم الواقعة لاستهلالها بذكر وقوع القيامة بما فيها من أهوال , والتأكيد على حتمية وقوعها والإشارة إلى عدد من الأحداث الجسام