منشأ هذه الشبهة:
هو قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون) (1) .
أخذوا من هذه الآية كلمة " معدودة " وتوهموا أن القرآن أخطأ فيها؛ لأنها ـ عندهم ـ جمع كثرة، والمقام الذى استعملت فيه يتطلب جمع القلة، ثم علقوا قائلين:
" وكان يجب أن يجمعها جمع قلة، حيث إنهم أرادوا القلة، فيقول: أياماً معدودات ".
هكذا عبروا عن جهلهم، وهم يحسبون ـ أو لا يحسبون ـ أنهم العلماء الأفذاذ الذين يعلمون ما لم يعلمه أحد ـ حتى الله ـ من شئون اللغة والبيان، وهم ـ بحق ـ لا يكادون يفقهون حديثاً.
الرد على الشبهة:
هذه الآية نزلت تحكى قولاً قاله اليهود، يكشف عن الغرور الذى ملأ أنفسهم، فقد زعموا أنهم إذا دخلوا النار، فإنها لا