منشأ هذه الشبهة:
هو قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا فى ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم) (1) .
يقولون:
كان يجب أن يثنى الضمير العائد على المثنى، فيقول: " خصمان اختصما فى ربهما "!.
الرد على الشبهة:
أشرنا من قبل إلى طريقتين من طرق التعبير اللغوى الفصيح، وهما:
- طريقة مراعاة اللفظ.
- وطريقة مراعاة المعنى
فحيث جمع القرآن الضمير العائد على المثنى، فهو من استعمالات الطريقة الثانية، التى يراعى فيها جانب المعنى على جانب اللفظ.
وينبغى أن نعرف أن المثنى نوعان:
- مثنى حقيقى، ومثاله من القرآن الكريم قوله تعالى: (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما) (2) .
ف " رجلان " مثنى حقيقى؛ لأن واحده فرد فى الوجود؛ أو ذات واحدة؛ هذا هو المثنى الحقيقى. وإذا وُصِفَ أو استؤنف الحديث عنه وجب تثنية الضمير العائد عليه.