إن مفهوم عقيدة الخطيئة الأصلية يبني عليه سائر العقائد الأساسية في المسيحية ومنها : (التثليث - عقيدة التجسد - الفداء والصلب - القيامة من الأموات - تأليه المسيح)
هذا المفهوم الذى يقول بأننا ورثنا خطيئة أبينا آدم لما عصى الله وأكل من الشجرة المحرمة فظللنا نتوارث هذه الخطيئة إلى أن جاء يسوع .... هو أساس عقيدة الصلب والفداء التى تنص على أن يسوع قد خلصنا من تبعات هذه المعصية بالموت على الصليب تكفيرا لخطايانا وافتدانا بدمه فصار بإمكاننا أن ندخل الملكوت السماوى بعد أن تصالحنا مع الله .... وهذا بدوره قاد النصارى إلى عقيدة قيامة المسيح من بين الأموات .... وهذا المعتقد أدى بالنصارى إلى تأليه يسوع واختراع نظريات التجسد والثالوث الأقدس
ولذلك .... فإذا سقطت عقيدة الخطيئة الأصلية .... سقطت المسيحية من أساسها
ولقد نسى النصارى أو تناسوا ....
1- أن الإعتقاد بالخطيئة المورثة يتناقض كليا مع العدل الإلهي .... ذلك لأن الله الديان العادل يعاقب المرء على ما فعله هو بنفسه لا على ما فعل أبوه أو أجداده
2- أن مفهوم توارث الخطيئة الأصلية باطل منطقياً وعقلياً وعلمياً .... فالإبن مثلاً قد يرث من أبيه وأمه وأجداده صفات معينة كالطول ولون العينين والشعر وشكل أجزاء جسمه وحجمها بل وبعض الأمراض .... لكن التصرفات بالطبع لا تورث .... فلو أن الأب مثلا إختار أن يكون مجرماً أو سارقا أو قاتلا أو كذابا أو زانيا فليس معني ذلك أن إبنه سيرث منه هذه الطبيعة .... وبالمثل .... إن كان الأب صالحاً فلا يعنى هذا بالضرورة أن الإبن سيكون مثله مثالا يحتذى فى الأخلاق والتدين !!!
3- أن الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم عليه السلام بطبيعة قابلة للخطأ وجعل فيه نوازع للشر كما جعل فيه نوازع للخير وجعله قادرا على كليهما.... بدليل أن الله بعد أن خلقه حذره من الوقوع في الخطأ والمعصية بالأكل من الشجرة المحرمة
*********************
تفنيد عقيدة الخطيئة الأصلية من الكتاب المقدس ذاته :
*********************
1- سفر التكوين الإصحاح 18 : 23 - 25
فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارًّا الَّذِينَ فِيهِ؟ حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟»
2- سفر العدد الإصحاح 16 : 22
فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا وَقَالاَ: «اللّهُمَّ، إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ، هَلْ يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ؟»
3- سفر إرمياء الإصحاح 31 : 29 - 30
فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ
4- سفر حزقيال الإصحاح 18 : 20- 22
اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ
فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ
5- سفر أخبار الأيام الثانى الإصحاح 25 : 4
وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلاً: «لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ، وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ».
6- سفر التثنية الإصحاح 16 : 24
لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ
7- سفر حزقيال الإصحاح 17 : 18
وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا
8- سفر إرمياء الإصحاح 19 : 32
عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ الَّذِي عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِه
نرى بكل وضوح في جميع هذه الأعداد أن كل واحد مسئول عن خطاياه وآثامه الشخصية التى ارتكبها ولا يسأل عن خطيئة أو ذنب غيره .... فالكتاب المقدس يظهر لنا هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس فيما يتعلق بمفهوم الثواب والعقاب .... حيث أنه من الواضح أن كل شخص يتحمل تبعات أعماله
*********************
1- سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح 7 : 14
فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.
2- سفر إشعياء الإصحاح 55 : 7
لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.
3- سفر حزقيال الإصحاح 33 :11
قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟
4- سفر حزقيال الإصحاح 18 : 23
هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟
5- سفر إشعياء الإصحاح 43 : 25
أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا».
6- إنجيل لوقا الإصحاح 15: 7
أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.
شهادة واضحة من الكتاب المقدس تفيد بأن كل المطلوب من البشر لغفران الذنوب هو التوبة والرجوع عن المعصية
*********************
1- إنجيل لوقا الإصحاح 18 : 6
أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ.
2- إنجيل متى الإصحاح 19 : 14
أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ».
3- إنجيل متى الإصحاح 18 : 3
وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
هذا يبطل القول بأن الإنسان يرث خطيئة آدم وحواء منذ مولده فلو كان الأطفال مولودين متنجسين وملوثين بالخطية الأصلية لما كان لهم أن يدخلوا ملكوت السماوات
*********************
إنجيل يوحنا الإصحاح 15 : 22
لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ
لم يذكر يسوع فى تعاليمه الواضحة أن هناك ما يسمى بالخطيئة الأصلية وإلا لما قال (لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ) !!!
*********************
أسئلة هامة للنصارى حول عقيدة الخطيئة الأصلية :
*********************
1- هل كان آدم سيعيش خالدا في الجنة ؟؟ إذا كان كذلك فلماذا ذكر الله خلق الأرض قبل ذكر خلق آدم ؟؟ هل كانت ستبقى خربة لو لم يرتكب آدم الخطيئة ؟؟ أم أن الحقيقة هي أن آدم قد خلق لتعمير الأرض ؟؟
----------------------------------
2- لماذا خلق آدم أصلا ما دام سينعم في الجنة دون كلل أو تعب ؟؟ ما الغاية من خلقه غير عبادة الله فى الجنة ؟ فلو كان الغرض الوحيد من خلقه هو عبادة الله فى الجنة فلماذا لم يخلق من نور كالملائكة وخلق من التراب الأرضى ؟؟
----------------------------------
3- إذا كان آدم قبل رؤية الشجرة ذو طبيعة نقية خالية من الشوائب ليس بها ميول الخير والشر فلماذا يحذره الله تعالى من الأكل منها وكيف تقبل طبيعة آدم الإستماع لوسوسة الشيطان فتصدر منه المعصية ومن ثم يعاقب عليها ؟؟
----------------------------------
4- في سفر التكوين الإصحاح 3 : 2 - 5 :
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ،
وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا».
فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا!
بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
كيف عرفت الحية تلك الأمور؟؟ هل معرفة الحية ناتجة عن معرفة غير محدودة لكينونات لا يعلمها إلا الله ؟؟ أم أن الله قد أعلم الحية بتلك المعرفة في اتفاق مسبق قبل تحذير آدم لتقوم بإغوائه عن طريق حواء وفى هذه الحالة تنتفي المحبة من الله للبشر ؟؟
----------------------------------
5- إذا كان الله يحب آدم ويريده أن يظل فى الجنة ولا يهبط إلى الأرض وكانت علاقة آدم مع الله طيبة منذ بداية خلقه ... والخطيئة هي ما عكر صفوها ... فلماذا لم يمنع الله الحية من دخول الجنة وأتاح لها أن توسوس لآدم وحواء وتزين لهما الخطيئة ؟؟ أم أن الشيطان - حاش لله - أقوى من الله كى يتمكن من دخول الجنة رغما عن إرادة الله ؟؟
----------------------------------
6- الحية هى من أغوت حواء وهي بدورها من أغوت آدم فهم شركاء في الخطيئة .... أي أن التخليص العادل يجب أن يطال آدم وحواء فلماذا لم يتخذ الله بنتا أنثى أيضا مع الإبن الذكر (يسوع) لتكفير الخطيئة الأصلية ؟؟؟
----------------------------------
7- فى رسالة بطرس الثانية الإصحاح 3 : 8
وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ.
فهنا اليوم الواحد عند الله كألف سنة
وبحسب سفر التكوين 5 : 5 فقد عاش آدم 930 سنة (أقل من 1000 سنة التى تساوى عند الرب يوما واحدا) :
فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.
ونلاحظ أن الله قال لآدم في سفر التكوين الإصحاح 2 : 17 :
وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ
أى ستموت في نفس اليوم !!!!
فمما سبق يتضح أن آدم قد عوقب على ذنبه الذي إقترفه ومات فعلا فى نفس اليوم قبل أن ينتهى
فالمفروض أن هذه نهاية القصة
فقد عوقب (الجانى) وانتهى الأمر ....
فمن أين جاء مبدأ توريث الخطيئة الأصلية وأن خطيئة آدم لم يتم تكفيرها بعد ؟؟؟
----------------------------------
8- إذا كان عقاب حواء هو الوجع في الولادة
سفر التكوين الإصحاح 3 : 16
وَقَالَ لِلْمَرْاةِ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ اوْلادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ ».
.... فماذا يقول النصارى في أن جميع الحيوانات هي كذلك تلد بالوجع وآلام المخاض ؟؟ هل عقوبة الخطيئة الأصلية طالت الحيوانات الغير عاقلة أيضا ؟؟ أم أن الحيوانات هي من نسل حواء ؟؟ ولماذا عقوبة حواء مستمرة حتى الآن رغم إتمام الصلب والفداء المزعوم ؟؟
----------------------------------
9- ذكر سفر التكوين في عقاب الحية :
فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْحَيَّةِ: «لانَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ انْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَابا تَاكُلِينَ كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكِ.
إذا كان هذا يمثل عقابا إلهيا فهل كانت الحية قبل أن تزين لحواء المعصية لها أرجل تمشي عليها أو أجنحة تطير بها ؟؟ وهل من الثابت علميا الآن أن الحية تأكل التراب ؟؟
----------------------------------
10- هل لعنة الأرض هي نفسها لعنة البشر ... فلعنة الأرض حسب النص فى سفر التكوين الإصحاح الثالث تتمثل في التعب والشقاء والكدح وبذل الجهد والعرق لكى يأكل الإنسان منها وليست متمثلة فى لعن نسل آدم ...
سفر التكوين 3 : 17 - 19
وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.
وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.
بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
فأين توارث الخطيئة هنا ؟؟
----------------------------------
11- يدعي النصارى أنه في لحظة العقاب إنقطعت المحبة والصلة الروحانية بين الله وآدم بسبب المعصية ... فإن كان هذا صحيحا فلماذا قام الله بإلباسه هو وامرأته وستر عورتهما ؟؟
سفر التكوين 3 : 21
وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.
----------------------------------
12- لماذا طرد الله آدم من الجنة ؟؟ هل بسبب المعصية فى حد ذاتها أم لأن آدم أصبح بمقدوره أن يأكل من شجرة الحياة وبالتالي يحيا إلى الأبد فيصبح كالله أزليا فخاف الله من ذلك - حاش لله - وأخرجه وطرده من الجنة ولم يكتف بذلك فوضع حراسة على الشجرة لمنع آدم من التفكير فيها كما تقول أعداد سفر التكوين 3 : 22 - 24
وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».
فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.
فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ. ؟؟؟
----------------------------------
13- لماذا لم يغفر الله خطيئة آدم البسيطة بالأكل من الشجرة المحرمة وأصر على تطبيق العدل .... بينما غفر يسوع للزانية - فى حال حياته - رغم أنه لم يكن قد صلب بعد ولم يكن الفداء قد تم .... بل قال لها أن (إيمانها خلصها) ؟؟
----------------------------------
14- لا يجتمع البر مع الخطيئة ... وهناك ذكر لأبرار في العهد القديم لم تكبلهم الخطيئة الأصلية التي تحدث عنها النصارى ولم يتدنسوا بها فلماذا لم يرثوا الخطيئة الأصلية ؟؟ أم أنهم ليسوا من نسل آدم ؟؟
من تلك الامثلة :
* هابيل بن آدم الذي هو أولى من الجميع بأن يحمل ذنب أبيه وتقبل الله قربانه لصلاحه وشهد الله بأنه بار
* نبي الله أخنوخ الذى سار مع الله
* نوح الذي كان رجلا بارا كاملا في أجياله
* إبراهيم الذى باركه الرب فى كل شىء
* إيليا الذى صعد إلى السماء
* أيوب الذى إمتدحته التوراه وكان بلا إثم
* يوحنا المعمدان الممتلىء من الروح القدس
* لعازر المسكين الذى مات وحملته الملائكة الى حضن إبراهيم بشهادة يسوع نفسه
كل هؤلاء لم يتسربلوا بالخطيئة الاصلية أو يتأثروا بها مع أنهم من ذرية آدم والانجيل يعلن صلاحهم وعدم إحتياجهم للخلاص بدم المسيح ولا بغيره ... فمن أين أتت عقيدة الخطيئة الأصلية ؟؟
----------------------------------
15- هل يعقل أن تكون القوانين البشرية التى تؤمن بـ (شخصنة المسؤولية عن الجريمة وتوقيع العقوبة على المجرم دون غيره) أرحم وأكثر عدلا وإنصافا من قوانين الله التى جعلت - بزعمهم وتحريفهم - خطيئة آدم موروثة وممتدة إلى جميع نسله حتى آخر الدهر ؟؟
----------------------------------
16- يسوع الذى جاء ليموت على الصليب من أجل الخطيئة الأصلية بزعمهم لم يتحدث عن خطيئة آدم ولو مرة واحدة .... هل من المعقول أن يهمل يسوع عقيدة أساسية مثل الخطيئة الأصلية ولا يتكلم عنها مطلقا ؟؟ مثلما لم يتكلم مطلقا عن ديانة إسمها (المسيحية) .... ولا عن شىء إسمه (الثالوث) .... ولا عن شىء إسمه (قانون الإيمان) .... ولا عن ألوهيته حيث لم يقل أبدا (أنا هو الله فاعبدونى) ؟؟؟
----------------------------------
17- فكرة توريث الخطيئة فى المسيحية متطابقة مع فكرة توريث النبذ الهندوسي ... فالهندوس يعتبرون المنبوذين أدنى طبقات المجتمع ويورثون هذا النبذ لأبنائهم وأحفادهم جميعا من بعدهم دون أن تكون لهم يد في هذا الحكم ... فهل هذا التطابق مجرد صدفة فضلا عن التطابق الرهيب بين أقوال وأفعال وشخصية (كريشنا) معبود الهندوس و (يسوع) معبود النصارى ؟؟
تفنيد عقيدة الخطيئة الأولى
أدوات القراءة
- أصغر صغير متوسط كبير أكبر
- Default Helvetica Segoe Georgia Times
- قراءة خاصة